تعريف

مصطفى محمد الطحان، من مواليد لبنان عام 1940م. من بلدة “كوشا” في الشمال اللبناني. حصل على شهادة الماجستير في الهندسة الكيميائية من جامعة استانبول عام 1964م. عمل بعد إتمام دراسته في الكويت في قسم التكرير في شركة النفط حتى العام 1979م.

ساهم في تأسيس الإتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية عام 1969، وانتخب عضواً في الأمانة العامة في الدورات 1969م، 1971م، 1975م، 1977م. وانتخب أميناً عاماً للإتحاد في يوليو 1980م.

أشرف مباشرة على مشروع الكتاب الإسلامي وترجمته إلى أكثر من سبعين لغة ضمن سلسلة كتب الاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية. أشرف مباشرة على إصدار مجلة الأخبار باللغتين العربية والإنجليزية منذ صدورها عام 1969م. شارك في تأسيس الندوة العالمية للشباب الإسلامي في الرياض، وتم اختياره عضواً في الأمانة العامة للندوة. هو الآن الأمين العام لاتحاد المنظمات الطلابية (SOU). له عدة مؤلفات في الفكر والحركة، تمت ترجمة بعضها إلى عدة لغات كالإنجليزية والتركية والأوردية والإندونيسية والكردية والفارسية والفلبينية والمالوية وغيرها.

الشيخ مصطفى الطحان

محطات في حياته

نشأته وتعليمه

حياته المهنية والتطوعية

قالوا عنه

لعب دورًا رياديًا في النشاط الطلابي الإسلامي وكان له دور بارز في تأسيس كل من الاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية والندوة العالمية للشباب الإسلامي. اشتهر بمساعيه المتواصلة في تعزيز الوعي والثقافة الإسلامية و عمله المتقن والدؤوب على مر السنين
Adam Sendler
Designer
الشيخ مصطفى الطحان، رجل عرف بتفانيه في خدمة دعوته ونصرة قضايا أمته. كان موقظًا للوعي ومرشدًا لشباب الصحوة، ومن رواد العمل الطلابي الإسلامي، وساهم في تأسيس الندوة العالمية للشباب الإسلامي والاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية
Mila Kunis
Manager
الشيخ مصطفى الطحان، شخصية بارزة في العمل الدعوي، ترك بصمة واضحة في الحركة الإسلامية من خلال مؤلفاته ومشاريعه التي ترجمت إلى عدة لغات مختلفة وانتشرت في العديد من البلدان. كان حياته مثالاً للتفاني في خدمة الدعوة والإسهام في تنمية الوعي الإسلامي
Mike Sendler
Support

نعوه فقالوا

ابق على تواصل معنا

لمتابعة أخر اخبار الموقع

Copyright 2025 © All rights Reserved. Design by Elementor

الحركة الإسلامية في اليمن

هذا هو الكتاب السادس من سلسلة
موسوعة الحركات الإسلامية. كان
الكتاب الأول عن حركة الإخوان المسلمين في سوريا ولبنان، والكتاب الثاني عن حركة الإخوان المسلمين في مصر، والكتاب الثالث عن الجماعاتالإسلامية المعاصرة والذي تحدثنا فيه عن (حزب التحرير، وجماعة التبليغ، والسلفيين، والصوفيين)، والكتاب الرابع عن الحركة الإسلامية في شمال أفريقيا تحدثنا فيه عن الحركة في (ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا).. والكتاب الخامس عن الحركة الإسلامية في السودان.. وهذا هو الكتاب السادس الذي تحدثنا فيه عن تجربة الحركة الإسلامية في اليمن.

 

 

 

والقصد من هذه السلسلة ليس مجرد التأريخ لهذه التجارب.. إنما وضعها تحت المجهر.. فلا قيمة للتاريخ إن لم نُشِر إلى دروسه الإيجابية والسلبية، واستخلاص العبر من هذه الدروس.

 

نرجو أن نكون قد وفقنا في هذه الدراسة التي سنستكملها في بقية الأقطار، بحيث نتيح للقارئ المهتم أن يضع يده على التجارب الناجحة أو التجارب غير الناجحة في العمل الإسلامي.. بحيث تمثل هذه السلسلة دليلاً يفيد الدعاة إلى أهدى السبل.

الحركة الإسلامية في السودان

هذا هو الكتاب الرابع في سلسلة الكتب التي تصدر تحت اسم: موسوعة الحركات الإسلامية.

·        كان الجزء الأول عن حركة الإخوان المسلمين في مصر.. عن مؤسسها الإمام الشهيد حسن البنا.. وأركان البيعة.. وتجارب الحركة خلال الثمانين سنة الماضية.. والمحن المتتابعة التي تعرضت لها الحركة وخاصة في العهد الناصري.

·        وتحدثنا في الجزء الثاني عن الحركة الإسلامية في سوريا ولبنان، تناولنا فيه أهم التجارب التي خاضتها الحركة في هذين القطرين وركزنا على موضوع استخدام السلاح لإسقاط النظام الحاكم.. والنتائج التي وصلت إليها الحركة بعد هذه التجربة المريرة.

·        وأما الجزء الثالث فعن الجماعات الإسلامية المعاصرة (التبليغ والتحرير والسلفيين والصوفيين).. فليس من الحكمة تجاهل وجود هذه الحركات، أو التقليل من شأنها.

·        وأما الجزء الرابع فعن الحركة الإسلامية في شمال أفريقيا.

·        واليوم نقدم الجزء الخامس من هذه الموسوعة.. الحركة الإسلامية في السودان.. وفي السودان أكثر من تجربة تستحق الدراسة.

ونحن اليوم أمام سؤال كبير، هل مازال في السودان حركة إسلامية.. تستقطب الشباب.. وتملأ الجامعات.. عيونها على المستقبل.. أم أن الخلافات والمنازعات.. وحب الرئاسات.. وانحراف القيادات.. قد قتلت الأمل العزيز، في تحويل السودان إلى حلم أفريقيا المزهر بأنوار الإسلام..؟

سنتحدث حول هذا الموضوع في بحثنا الذي ننشره في هذا الكتاب: الحركة الإسلامية في السودان ما لها وما عليها.

 

أرجو أن نوفق وبكثير من الحياد والإيجابية إلى تشخيص الأمر وإبداء الرأي السديد حوله.. والله نسأل السداد والرشاد.. والحمد لله رب العالمين.

الحركة الإسلامية في الأردن

·        هذا هو الجزء السابع من سلسلة (موسوعة الحركات الإسلامية). كان الجزء الأول عن الحركة في سوريا ولبنان، والجزء الثاني عن الإخوان في مصر، والجزء الثالث عن جماعات إسلامية معاصرة (التبليغ والسلفيين والصوفيين وحزب التحرير)، والجزء الرابع عن الحركة الإسلامية في شمال أفريقيا (ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا)، والجزء الخامس عن الحركة الإسلامية في السودان، والجزء السادس عن الحركة الإسلامية في اليمن، وهذا هو الجزء السابع عن الحركة الإسلامية في الأردن.

في هذه الموسوعة أردت أن أبرز تجارب الحركات الإسلامية وهي تجارب مختلفة: مثل تعاملها مع الحكومات، تأييدها أو قيامها بالانقلابات عسكرية، لجوؤها إلى العمل المسلح لإسقاط النظام، مساعدة النظام القائم على التغلب على حركات انفصالية تهدد البلد، المشاركة في الانتخابات والحكومات، تأسيس أحزاب سياسية إلى جانب الحركة الدعوية ومدى نجاح هذه التجربة في الفصل بين السياسي والدعوي، بالإضافة إلى تجارب أخرى تناولناها في هذه الكتب.

·        لا أدري هل اطلع أبناء الحركة الإسلامية على أجزاء هذه الموسوعة أم أنهم لا يقرأون.. ولكني متأكد أنهم يوم يقرأون أجزاءها سيدركون كم كانوا بحاجة إليها..

لم تكن هذه الدراسة مجرد تأريخ لهذه الحركات.. بل كانت دراسة تقويمية.. وضعت كل حركة ورجالها في الميزان وذكرت ما له وما عليه.. أين أصاب وأين أخطأ.. ربما يستكثر الكثيرون على هذه الدراسة.. أن أضع حسن البنا الرجل العظيم في الميزان.. وأقول: أين أصاب وأين أخطأ.. فلا يوجد ابتداء رجل كل أعماله صواب، بل كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.

والتاريخ لا يمكن الاستفادة من حوادثه بغير هذا الاعتبار.. ولو درست كل الحوادث التاريخية الإسلامية وغير الإسلامية.. لوجدت فيها ثغرات لو تلوفيت لتحولت الهزيمة إلى انتصار.. أو لتحول الانتصار الجزئي إلى انتصار كامل.. لا أريد أن أضرب أمثلة من التاريخ.. فكل مهتم بدراسته، يعرفها.

 

وأخيرا..  أتمنى من كل من يطلع على هذه الموسوعة أن يسددني فيما أخطأت فيه. . وهناك أخطاء بكل تأكيد.

مبدعون مسلمون

إن الحضارة الغربية تمثل أرقى ما وصل إليه الإنسان من حياة مادية ، و ليس هذا وحده هو الذي يسعد الناس ، بل لابد من حضارة جديدة تتابع هذا الرقي المادي و ترشده و تستمر فيه ، و تأخذ بالناس إلى حياة روحية راقية بجانب ذلك الرقي المادي ، بحيث تحفظ التوازن دائما بين الحياتين المادية و الروحية .. و لا تسمح بطغيان إحداهما على الأخرى ، فهل يمكن أن توجد هذه الحضارة ؟ و هل هناك أمة تستطيع القيام بهذا الدور ؟

لقد تعرض كثير من كتابنا و مفكرينا إلى الجانب الروحي المفقود ، ونحن من جانبنا نعرض إلى الجانب العلمي ، و الذي فقدنا الريادة فيه بعد أن كنا المبدعين فيه .

نتناول في هذا الكتاب شتى أنواع الإبداع ، ليس لنثبت لأنفسنا بأننا كنا الرواد في شتى المعارف  ، و لكن لنذكر أنفسنا بأن الإبداع مسؤولية ، و أننا إذا أردنا أن ننهض و إذا أردنا أن نعود لقيادة الأمم .. أن نبدأ بما بدأ به أسلافنا من الحرص على العلم ابتغاء مرضاة الله و نفع البشرية .

لقد أبدع المسلمون الأوائل و إلى عهد قريب  في شتى المجالات :

 

في الإدارة و القيادة و الحرب و التنظيم و التخطيط  ، و في الطب و الكيمياء و الفلك و التاريخ و الفقه والتفسير . . إلخ . . تعال معنا لنتعرف على بعض هؤلاء المبدعين . . .

 

مصطفى السباعي

( الرموز في حياة الأمة )

للرموز أهمية بالغة في حياة الأمم..

فهم رواد الأمة يقودونها نحو العلاء والتقدم في بدايات نهضتها..

وهم قادتها الذين يأخذون بيدها نحو النصر في معارك التحرر من كل أنواع الانحرافات..

وهم الأسوة الحسنة لرجالها ونسائها ولشبابها وأطفالها.

فإن خير وسيلة لإشعال المواهب، وإثارة الروح، وتقويم الأخلاق، والعزم على مكافحة البيئة الموبوءة، والمجتمع الفاسد، والتسامي لمعالي الأمور هي هذه الرموز التي يتخذ منها الجميع أسوة حسنة.

والرموز السامقة هم الذين يحددون مواصفات الأمة وأهميتها ورسالتها وصلاحيتها لهداية الناس والأمم..

وكما تكون المنارات تهتدي بها السفن.. وكما تكون النجوم العالية يهتدي بها الركبان.. كذلك هي الرموز تهتدي بها الأمة..

ولقد عرّفنا ربنا عز وجل برمزنا الأعظم محمد r، وأمرنا أن نتأسى به.. وعرفنا نبينا r أهمية الصحابة، الرموز الذين تربوا على يدي القائد محمد r، فقال: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ)(1).

وعندما تضعف همة الأمة لا ينقذها إلا رمز يرسله الله على رأس كل مائة عام

يجدد للناس أمر دينهم..

وهنا تأتي أهمية أن يكتب الرموز تجاربهم.

والرمز الذي نتحدث عنه اليوم هو مصطفى السباعي رائد الحركة الإسلامية في سوريا.

عندما كتب الصواف كتابه (من سجل ذكرياتي).. تساءل: ولماذا هذا الكتاب؟ والأصل أن الدعاة إلى الله إنما يعملون لوجه الله. لا يبتغون ذكرا وثناء من أحد ) قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ((2).. ويجيب على التساؤل فيقول:

 

(لقد أردت بهذا الكتاب أن أضع بين يدي طلاب العلم ورجال الدعوة ما يشجعهم ويدفعهم إلى مواصلة الجهد والجهاد من أجل هذه الدعوة المباركة، وأن يطلعوا على عمل واحد منهم). وأضيف: أن الاطلاع على تجارب الدعاة رصيد عظيم يحتاجه كل فرد في الأمة.. وخاصة منهم العاملون المخلصون.

 

المسؤولية

لقد حدد الإسلام مسؤولية الإنسان وموقعه من حركة                     الحوادث والوقائع كقوة سببية مؤثرة في الوجود، عليه أن يؤدي دوره وواجبه، ويتحمل مسؤوليته، وقد توالت النصوص، والمواقف الإسلامية، وتضافرت لتأكيد هذه الحقيقة.

ففي القرآن الكريم نقرأ قوله تعالى: ﴿ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ﴾([1]).

والمسؤولية تعني: مسؤولية المسلم أمام الله تبارك وتعالى، وأمام نفسه، وأمام أسرته وذويه، وأمام المجتمع، وأمام الأمة المسلمة كلها، وأمام الموقع الذي يعمل فيه في الدعوة.

عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله r يقول: ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع، وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله، وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها، وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده، وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع في مال أبيه، وهو مسؤول عن رعيته، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته )([2]).

و كتابنا هذا يتعرض لفرضية المسؤولية ، سواء كانت مسؤولية فردية أو جماعية أو مسؤولية الحاكم .. الكل أمام الله مسؤول . .  قبل أن يكون مسؤول أمام الناس .

 



                                   

 

سيف الدين قطز و الظاهر بيبرس

في سياق كتاباتنا عن قادة الفتح الإسلامي.. منذ عهد الخلافة الراشدة وحتى اليوم.. نجد أبطالاً عظماء.. أعاد صياغتهم الإسلام.. فكانوا درراً منثورة في صفحات التاريخ.. ردوا العدوان الصليبي الغاشم الذي زحفت فيه أوروبا بكل ملوكها وجيوشها تؤازرهم سلطة البابا الروحية.. تقدموا نحو بلاد الإسلام لإنهاء هذا الدين الذي لم يستطيعوا ولو للحظة كراهيته والحقد عليه والحرص على استئصاله وتدميره.

ومن بعد العدوان الصليبي.. جاء الغزو المغولي الهمجي.. محملاً بكل ما عند الوثنية من شرور وآثام وإجرام.. فهدم بغداد وقتل جميع سكانها بمن فيهم الخليفة.. وأحرق الكتب وخلاصة الحضارة الإسلامية التي أصلها علماء مسلمون عظماء.. أحرقوها ورموها في نهر دجلة.. تعبيراً عن استهانتهم بالفكر المبدع والتراث الإنساني الذي يحترمه كل صاحب فكر وعقل ومبدأ.

كان العالم الإسلامي في هذه الفترة في أسوأ أحواله:

·        بلاده مقسمة.. في كل مدينة دولة.. وكل دولة تحارب الأخرى.

·        وأمراؤه وقادته خونة.. يساومون الصليبي والمغولي.. ليحتفظوا بعروش خاوية ذليلة.

·        نسوا عظمة دينهم.. وفي أحسن حالاتهم تمسكوا بفكر منحرف باطني جاهلي.. لا يزيدهم إلا رهقاً.

وانبثق من سواد الظلمة شعاع أمل.. أطلقه علماء بغداد من أمثال أبي حامد الغزالي وعبد القادر الجيلاني, وقوامه طليعة مؤمنة مثل تلك الطليعة التي ربّاها النبي محمد r في دار الأرقم بن أبي الأرقم في مكة.. ثم انتقلت إلى المدينة المنورة لتؤسس دولة إسلامية بقيادة النبي, ولتقضي على ظلام الفتن والشرك في جزيرة العرب.. وفي العالم بعد ذلك.

وأبطاله عماد الدين زنكي, ونور الدين الشهيد, وصلاح الدين الأيوبي, الذين قادوا الطليعة وبدأوا بالتحرك باتجاه العدو.. فكانت معركة الرها بقيادة عماد الدين والتي قضت على قاعدة صليبية متقدمة كانت تخطط للاستيلاء على العراق.. ثم كانت معركة حطين بقيادة صلاح الدين التي استعادت بيت المقدس الأسير, أولى القبلتين وثالث الحرمين.

ثم كانت عين جالوت بقيادة سيف الدين قطز, والتي كانت بداية نهاية التتار.. ثم جاء البطل الظاهر بيبرس لينهي أسطورة الصليبيين والتتار في أرجاء العالم الإسلامي..

هؤلاء هم قادة الفتح الذين كتبنا عنهم في هذا الكتاب.. نقدمهم لأبنائنا في طليعة المستقبل ليتعلموا من سيرتهم وليتعرفوا على طعم النصر بعد الهزيمة.. وعلى معنى العزة بعد الذل.. وعلى القوة المؤمنة بعد الضعف المهين تحت ذل الاحتلال.

 

 

المؤلف

نريد من هذه الطليعة أن تؤمن إيماناً جازماً لا يخالطه شك بأن النصر من عند الله, قال تعالى:) إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ((1).. ونريدهم أن يبعدوا اليأس عن قلوبهم, قال تعالى: ) إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ((2)..      

                                   


 

 

 

 

ونريدهم أن يتعرفوا على الطريق.. وهو تشكيل الطليعة

المؤمنة والاقتداء بالقائد الأعظم محمد r.. ومن بعده بقادة الفتح العظماء الذين ساروا على دربه, قال تعالى:) لَقَدْ كَانَ لَكُمْ
فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
((3).

بعض المنهزمين من مزوري التاريخ هذه الأيام.. يسودون
صحائف فيما يكتبون  حول هؤلاء القادة..
يبحثون عن عروبتهم.. ويستغربون كيف فعل هؤلاء ما فعلوا وهم بين كردي وتركي
ومملوكي.. يتمحلون الأسباب.. يفعلون ذلك لأنهم لا يعرفون عظمة الإسلام.. وكيف أنهى
أسطورة القومية الجاهلية, وسد كل نافذة من نوافذها, فقال النبي
r: (ليس منا من دعا إلى عصبية, وليس منا من قاتل على عصبية,
وليس منا من مات على عصبية)(
4). وأصبحت الطبقات
والأجناس في المجتمع الإسلامي متعاونة متعاضدة لا يبغي بعضها على بعض, وأصبح كل
واحد في المجتمع راعياً ومسؤولاً عن رعيته. هؤلاء الكتاب لا يعرفون هذا الإسلام
العظيم.. وهدى نبيه
r عندما قال: (كلكم بنو آدم, وآدم خلق
من تراب, ولينتهين قوم يفخرون بآبائهم, أو ليكونن أهون على الله من الجعلان)
(5).

 

 

 

هذا ما أردناه من هذا الكتاب.. وهذا ما نريد أن تعرفه
طليعة المستقبل.

 

 

دليل العمل الطلابي

 

 

يمر العالم اليوم بمرحلة تحولات كبرى  . .  فبعد أن كان عالما ثنائي الأقطاب . . أصبح عالم القطب الأوحد . ومن الملاحظ أن هذا التصنيف يهمل كل البشر باستثناء الغرب . .  أما بقية العالم الذي يطلقون عليه أحيانا ” دول الجنوب” أو “حزام الفقر” أو “العالم الثالث” فليس له عندهم حساب إلا التنافس على التهام ثرواته واقتسام أسواقه .

ولقد تجرع هذا “العالم الثالث” كل أسباب الذل، والاحتلال، والإفقار، وغسيل المخ . والآن . .  ومع إطلالة “العولمة” أو “النظام العالمي الجديد” . .  وهي إعطاء السيطرة على العالم  لمجموعة من الشركات العالمية العملاقة التي تتخذ من شارع وول ستريت في نيويورك مقرا لها . .  الآن أصبح “العالم الثالث” أكثر إحساسا بالظلم والتحكم . .  وهذا الشعور هو بداية الطريق الموصل لنيل الحقوق .

من ناحية أخرى  . .  فإن هذا الغرب المتحكم بالعالم يواجه تحديات داخلية هائلة . .  لديه قوة عسكرية طاغية واقتصاد ربوي ظالم  . .  وعنده بالمقابل إنسان تسحقه المخدرات والخمور والشذوذ والإيدز والقتل والسرقة والعنصرية والكراهية . كل هذا ينبئ بأن هذا الغرب في مرحلة السقوط . .  سقطت الشيوعية وجاء الدور على الرأسمالية للسقوط .

والسؤال الآن: هل إذا حان السقوط . .  تكون الفرصة للانتقام . .  أم أن ما يشغل الأمة المسلمة أكبر من ذلك؟

·        هل يشغل الأمة الحقد والكراهية . .  أم البناء والتعمير؟

·        هل ستأخذ بأسباب العلم والوعي لتعيد تأسيس حضارتها السامية ليعيش فيها الإنسان كريما كما أراد له ربه أن يكون؟

·        هل ستعامل عدوها بأخلاقه أم ستعامل أعداءها بأخلاقها التي هداها لها ربها؟

إن المسافة بين النصر والهزيمة مسافة قصيرة . .  يلزمها طليعة صادقة، عالمة واعية، تفهم أولوياتها، وتعمل على إنجازها بصبر جميل وخلق كريم . .  ويلزمها أيضا قيادة واعية راشدة، وأهدافا واضحة وأساليب متميزة . .  بهذه العدة الربانية تصبح المسافة بين الهزيمة والنصر أقصر وأقصر .

والطلاب هم طليعة الأمة. . . فالطليعة الطلابية المؤمنة بربها، المتمسكة بقيمها، المخلصة لأمتها، المتقنة لكل علم الآخذة بكل الأسباب. . هذه الطليعة هي أمل أمتها، التي يمكنها حمل الأمانة لجيلنا وللأجيال القادمة.. ولهذه الطليعة كان هذا الدليل . . (دليل العمل الطلابي) .

فعلى مدى عدة عقود ، ذخرت دول العالم كافة ، ودول العالم الإسلامي خاصة ، بحركات طلابية نشطة ، كانت طليعة أمتها للتحرر من المستعمر ، ثم أصبحت عدة أمتها نحو البناء والتقدم.. وطوال هذه العقود من العمل الدؤوب تراكمت العشرات بل المئات من الخبرات والتجارب الطلابية ، نقلتها الأجيال اللاحقة عن أسلافها ، وتناقلتها الكوادر الطلابية في دول العالم المختلفة ، فساهمت لا شك في تطوير العمل الطلابي وتقدمه.

وعلى الرغم من كل هذه الخبرات والتجارب ، إلا أن أحدا لم يهتم بجمعها أو التأريخ لها ، مما عرض الكثير منها للضياع مع مرور السنين ، وساعد على إضعاف قدرة الأجيال المتتابعة من البناء على إنجازات الأجيال التي قبلها والبدء من حيث انتهوا ، بل وأدى – لا شك في تكرار الأخطاء والمشكلات عبر الزمان والمكان.

من أجل ذلك بادرنا في اتحاد المنظمات الطلابية بإنجاز هذا الدليل ، نجمع فيه الخبرات والتجارب الطلابية من العشرات من الكوادر الطلابية في عدد كبير من دول العالم ، نحفظها من الضياع ونقدمها خالصة نقية للأجيال القادمة من الكوادر الطلابية في كل أرجاء الدنيا ، يعينها في متابعة البناء وتجنب الأخطاء ومواجهة المشكلات.

 

وعليه.. فيمكن إجمال أهداف إنجاز هذا العمل الكبير في الآتي:

·                    إيجاد أول مرجع طلابي عالمي ، مفيد وشامل وحديث ومتطور.

·                    الحفاظ على الخبرات الطلابية وحمايتها من الضياع والانتقاص.

·                    التأريخ للعمل الطلابي على مستوى العالم وتجميع إنجازاته.

·          المساعدة في توارث الخبرات والتجارب بين الأجيال المتتابعة من الكوادر الطلابية.

·     تقديم العون لأجيال الكوادر الطلابية للبناء على إنجازات من سبقهم والبداية من حيث انتهوا، وتجنب الأخطاء والمشكلات التي واجهتهم  .

·     المساهمة في توحيد المفاهيم بين العاملين في الحقل الطلابي.

·     المساعدة على تبادل الخبرات بين كوادر العمل الطلابي في أرجاء العالم ، مما يحقق التناسق والتناغم بين العمل الطلابي على مستوى العالم .

·     تقديم اقتراحات عملية مدروسة للعديد من المشكلات التي تواجه العمل الطلابي مما يساعد العاملين في الحقل الطلابي على مواجهتها .

·     تقديم يد العون للعمل الطلابي الناشئ في أي مكان في العالم . .  نقدم له خلاصة خبرات الأجيال السابقة والحالية مما يعينه على النمو والتقدم .

وقد حرصنا أن يكون هذا العمل متكاملا ، شاملا لكافة جوانب العمل الطلابي النظرية والعملية، فجاء مشتملا على أربعة عشر فصلا ، استعرضنا في أولها (قضايا الأمة) في الماضي والحاضر و(دور العمل الطلابي) في النهوض بالأمة وقيادة ركب التقدم بها . .  ثم استعرضنا في الفصول التالية (سياسات العمل الطلابي) التي تحكم حركته وتوجهه الوجهة الصحيحة و (أهداف العمل الطلابي) على كافة المستويات بالإضافة إلى ( وسائل العمل الطلابي) المتعددة والمتنوعة وبشكل مفصل يضع القارئ على أول طريق التنفيذ .

ويناقش الفصل الخامس (مؤسسات العمل الطلابي) من اتحادات طلابية وأسر نشاط وجوالة ، أهدافها ونشاطاتها وكيفية إدارتها. أما الفصل السادس فيتناول (مجالات العمل الطلابي) بالتفصيل، فيستعرض العمل في المدارس الثانوية والجامعات والمعاهد والبعثات الطلابية الدراسية والمساكن الطلابية والعمل مع الطالبات وفي أوساط أعضاء هيئة التدريس .

ويتناول الفصل السابع بشيء من التفصيل (التربية في العمل الطلابي) خصائصها ودورها في توحيد المفاهيم ثم المنهج المتكامل للتربية السياسية ودور البحوث والدراسات في التربية، وأخيرا آداب الطالب نحو ربه ونفسه ومجتمعه . أما الفصل التالي فيضع القواعد العامة نحو (إدارة العمل الطلابي) ثم يتناول الفصل التاسع (التدريب في العمل الطلابي) أهميته وتفاصيل العملية التدريبية والخريطة التدريبية ونبذة عن العشرات من الدورات التدريبية .

ويأتي الدور على الفصول التالية لتستعرض تفاصيل (الإعلام في العمل الطلابي) ثم (العمل الطلابي ومؤسسات المجتمع) من المساجد والنوادي والنقابات والأحزاب والمنظمات غير الحكومية . .  ويضعنا الفصل الثاني عشر أمام ( تحديات المستقبل ) ملامحها والعمل في الظروف الصعبة والمحافظة على تواصل الأجيال .

وفي النهاية. . يحرص الفصلان الأخيران على التأريخ للعمل الطلابي، فيستعرض الفصل الثالث عشر (تجارب رائدة في العمل الطلابي) كالاتحاد الحر وطليعة المستقبل والبرلمان الطلابي والصالونات الأدبية والفكرية والسياسية . .  ثم يأتي الفصل الأخير (العمل الطلابي والتاريخ) فيعطي القارئ لمحة تاريخية للعمل الطلابي في مختلف مناطق العالم، ثم يعرض لنماذج طلابية عالمية ويتوقف أخيرا في محطات تاريخية هامة في يوم القدس ويوم الطالب العالمي .

وأخيرا . . .  فإننا ونحن نضع هذا الدليل بين يدي الطلاب وكوادر العمل الطلابي ، لنرجو أن يؤتي ثماره المباركة ، وأن يكون عونا لهم نحو عمل طلابي رائد ومتطور . . .

لهذا . . .  فإننا نرجو أن تتناول الكوادر الطلابية  كافة فصول هذا الدليل بالدراسة والتحليل ، وتدرسها من كافة الجوانب النظرية والعملية ، وإسقاطها على واقعها العملي . . .  ثم عليها بعد ذلك الاستفادة والتطبيق للسياسات والأهداف والوسائل العديدة المطروحة في الدليل ، كل حسب ظروفه وإمكاناته . .  وكذلك إجراء التجارب العملية للأفكار الجديدة التي تم طرحها لتطوير العمل الطلابي والمساهمة في تقدمه . . .

 

إلا أننا لا ننسى في الختام أن نشير إلى ضرورة أن يساهم كل قارئ لهذا الدليل برأيه وأن يسهم في تطوير هذا العمل الرائد وتعميق الفائدة منه . .  سواء كان ذلك بالتعليق والاقتراحات على أي من فصول الدليل أو أفكاره ، أو بتوسيع الفكرة وتعميقها بإضافة أفكار جديدة واقتراح فصول مفيدة، أو إمدادنا بالبحوث والدراسات المفيدة التي يمكن تضمينها في الدليل لتزداد الفائدة ويتعاظم النفع

 

دليل العمل الثانوي

 



هذا هو الكتاب الثاني في سلسلة أدلة العمل الطلابي.. أصدرنا قبله دليل العمل الطلابي (الجامعي) عام (1422هـ – 2001م).. واليوم نصدر دليل العمل الثانوي.

وستتلوه أدلة أخرى بإذن الله: دليل الناشئة، ودليل أعضاء هيئة التدريس، ودليل الطالبة ودليل المساكن الجامعية وهكذا.

·        والغرض من هذه الأدلة هو المساهمة بطريقة عملية في تبادل الخبرات بين كوادر العمل الطلابي في أنحاء العالم.. مما يساهم في توحيد المفاهيم الفكرية والعملية بين الطلبة، ومعالجة التحديات التي تواجه العمل الطلابي ، ومواجهة الضغوط المختلفة المحلية والعالمية، وإعادة النظر في السياسات الطلابية المتعلقة بالطالب.. وبالكتاب.. وبالمدرسة.. وبالمنهاج التربوي الذي يعيد صياغة الطالب الثانوي، بحيث ينطلق مرة أخرى لإعادة بناء أمته المسلمة، التي تتكالب عليها القوى الغربية والصليبية والصهيونية بقصد إنهائها من عالم الوجود.. أو في أقل التقديرات إبعادها عن قيمها وتعاليم دينها، وإدماجها في منظومة العالم الغربي الجديد.. الذي يتخذ من الفكر الصليبي – الصهيوني شعاراً له.. تحت يافطة الشرق الأوسط الكبير.. أو تحت شعارات أخرى تصل للنتيجة ذاتها.    

·        الدليل السابق الذي أصدرناه حول التعليم الجامعي لاقى قبولاً كبيراً.. حتى اعتبر عند صدوره الكتاب الأكثر مبيعاً.. واتصلت بنا العديد من الجهات.. والمنظمات الطلابية تطالب بإرسال كميات منه.. ولقد تمت ترجمته إلى العديد من اللغات.. وهو سيصدر قريباً باللغات الإنكليزية، والفرنسية، والملاوية، والفارسية، والأوردية. بينما تجري ترجمته إلى لغات أخرى..

·        ونحن نعتقد أن هذا الدليل سيلاقي قبولاً واهتماماً مثل الدليل الذي سبقه إن لم يكن أكثر.

فهو جديد على الساحة من ناحية.. وهو يتناول بداية المسيرة الطلابية من ناحية أخرى.

لقد كان العمل الثانوي هو الأساس في المسيرة التعليمية والتربوية.. فهو يضم الشريحة الطلابية في السن الحرجة (سن المراهقة).. وفي هذه السن يستطيع الطالب أن يجتاز هذه

المرحلة فيكون قائداً يقود أمته نحو العلاء.. أو ينحدر فيكـون واحـداً مـن المتسـاقطين.

لهذا السبب فإن الإدارة الاستعمارية الصليبية عندما احتلت بلاد المسلمين ألغت ودفعة واحدة المدارس الثانوية في جميع أقطار العالم الإٍسلامي.. واستبعدت اللغة العربية التي هي الوشيجة التي تربط الأمة بعضها ببعض وتربط الجميع بدينهم.

واليوم وبعد أن تحررت بلادنا – سياسياً على الأقل – من ربقة الاستعمار.. فهم يركزون على تغيير المناهج.. وبدلاً من التركيز على العلوم النافعة، وحفظ الأمة في قيمها وتاريخها ولغتها.. يركزون على كل المعاني الهابطة التي تربط بين الشباب والشهوة والميوعة والسقوط.

في الفصل الأول من هذا الدليل تحدثنا عن التعليم الثانوي ونهضة الأمة. تحدثنا فيه عن المسلمين في العالم، وعن الصراع بين المسلمين والغرب، وعن حركات التحرير، وعن الاستعمار والتبشير، وعن الآثار التي خلفتها مناهج التعليم التبشيري، وعن الاستشراق، وعن الأفكار التي زرعها الاستعمار في تربة بلادنا والتي رعتها من بعده الأنظمة التي حكمت بلاد المسلمين.. وأخيراً تحدثنا عن دور الطالب الثانوي في تصحيح المعادلة وإحداث التغيير المنشود.

وفي الفصل الثاني تحدثنا عن أهمية العمل الطلابي الثانوي، وكيف اهتم الإسلام بالشباب، وعن طبيعة المرحلة السنية للطالب الثانوي، وعن أهم روافد العمل الإسلامي.. وأنه البداية الصحيحة لإصلاح المجتمع.

وفي الفصل الثالث تحدثنا عن سياسات العمل الطلابي الثانوي، وهي مجموعة الضوابط العامة التي تحكم العمل، فلا يخرج عن حدودها.. الأمر الذي يحمي هذا العمل من جميع أنواع الانحرافات.. ويحميه من المؤثرات الضارة التي قد يتعرض لها.

وفي الفصل الرابع تحدثنا عن أهداف العمل الثانوي، أهداف خاصة بالطالب والطالبة، وأهداف خاصة بالمؤسسات التعليمية، وأهداف خاصة بالمجتمع، وأهداف خاصة بالأمة.

وفي الفصل الخامس تحدثنا عن وسائل العمل الطلابي: المسرح، والمحاضرة، والرحلة، والندوة، والمخيم، والنشاط الرياضي، والمعارض، والمسابقات، والنشرات، والخدمات العامة، والمظاهرات، والتجمعات.. وغيرها.

وفي الفصل السادس تحدثنا عن مسارات العمل الطلابي الثانوي: عن المدرسة الثانوية وأنشطتها المختلفة، وعن الاتحادات الطلابية ولجانها، وعن مؤسسات المدرسة (كالمسجد والفصل والمكتبة وفناء المدرسة)، وعن النوادي الصيفية المدرسية، وعن النوادي ومراكز الشباب، وعن الشارع ودوره، وعن الكشافة والجوالة، وعن المراكز التعليمية، وعن نادي المواهب، وغيرها من المسارات.

وفي الفصل السابع تحدثنا عن التربية في العمل الطلابي الثانوي، عن أهميتها، والسمات المميزة لمرحلة المراهقة، ودور الأسرة، ودور المعلم، ودور المشرف في العملية التربوية.

وفي الفصل الثامن تحدثنا عن إدارة العمل الطلابي الثانوي: عن المنظومة الإدارية، أهداف ومبادئ الإدارة، العملية الإدارية، لجان العمل الثانوي مثل لجنة التخطيط والتدريب والتربية والإعلام والتوعية، وأخيراً التنسيق مع الآخرين..

وفي الفصل التاسع تحدثنا عن التدريب، عن أهدافه، وأهم قواعد التدريب، وعن مبادئ التدريب، ومجالات التدريب، والخريطة التدريبية، واستعراض بعض الدورات الضرورية للطالب والمشرف.

وفي الفصل العاشر تحدثنا عن الإعلام في العمل الطلابي الثانوي، عن أهدافه ووسائله، وعن بعض الأفكار الناضجة في الإعلام.

وفي الفصل الحادي عشر تحدثنا عن التحديات التي تواجه العمل الطلابي الثانوي، مثل: تحديات المناهج التعليمية، وتحديات تطوير المناهج التعليمية، وتحديات الإعلام وتحديات القيم، وتحديات المدارس التبشيرية، وتحديات الأوضاع السياسية.

لقد انشغلت مجموعة من أصحاب الخبرة والاختصاص، لمدة سنتين في وضع هذا الدليل.. بعد أن أجرت حوارات مطولة مع المهتمين والمشرفين على التعليم الثانوي في الأقطار المختلفة.. بغية الوصول إلى الهدف المرجو من هذا الدليل.. والذي يتوقع أن يساهم:

·        في توحيد المنطلقات الأساسية.. والأهداف البعيدة والمرحلية.. والمفاهيم الإدارية والدعوية والسياسية والإدارية.. والأساليب التربوية.. بحيث يكون التعليم الثانوي تياراً واحداً موحد الوجهة، يعيد ما انقطع من تاريخ الأمة التعليمي.. ويعطي للأمة لونها الإنساني ودورها العالمي.

·        وسيفتح هذا الدليل الأبواب على تجارب تتعامل معها الأقطار وتحتاج إلى إنضاج.. وعلى ثغرات وتحديات شغلت القائمين على العمل الثانوي.. تحتاج إلى إعادة تسديد وتوجيه.

·        وليس الهدف من هذا الدليل.. هو إضافة كتاب آخر إلى المكتبة الطلابية.. إنما رسم معالم الطريق.. الذي يحدد المسيرة الطلابية حتى تصل بإذن الله إلى الغاية المنشودة.. وتعيد للأمة خيريتها التي أرادها لها ربها.

 

لقاءات و مواقف مع شخصيات إسلامية عايـشـتـها

 

 

 

تحدث عن فضيلة المفتي ( أمين الحسيني ) فقال :

المرحلة السياسية التي عاشها الحاج أمين و أمثاله من السياسيين كانت فترة صعبة و قلقة . اختلطت فيها الأمور، و تشابكت المصالح واختلفت التحالفات . فالمنطقة العربية تنقض على الخلافة العثمانية بزعامة الشريف حسين أمير مكة بتحريض و تأييد من بريطانيا. و فجأة يصبح المسلم الذي كان يصوب بندقيته ضد بريطانيا العدو اللدود للمسلمين ، إذا به ينقلها إلى الجهة المعاكسة  ويصوبها ضد نفسه وإخوانه العثمانيين .

 

و عندما انتهت المعركة و أعلن الجنرال الّلنبي الذي كان قائدا للحلفاء في مصر أن الحروب الصليبية التي كانت تهدف باستمرار للسيطرة على القدس قد انتهت اليوم ،  فها هو يدخلها ظافرا منتصرا ،  و إذا كان أسلافه قد دخلوها تخوض خيولهم للركب بدماء المسلمين .. فاليوم يدخلها هو وسط هتافات المسلمين و نشوتهم بالنصر.

و عندما قال اللنبي قولته هذه ، بدأت الشخصيات العربية و الزعامات الدينية تنسحب من مهرجان الاحتفال .. ولعلها أدركت حجم الجريمة التي ارتكبتها ..

و  تحدث عن الدكتور أحمد الملط  فقال :

و في المرة الثانية و الثالثة لقيته في الكويت مرة عندما زارنا مع إخوة آخرين لمعالجة إشكال وقع في صفوف الإخوان ، و كنت في ذلك محسوباً على ما يسمى بالتنظيم الموحد .. فالأمر بالنسبة لي ليس مجرد عمل تنظيمي بقدر ما كنت أعتبره ديناً أدين الله عليه ، فالمسلمون أمة واحدة .. و لا يمكن أن تفرقهم جنسيات ، فجنسية المسلم عقيدته .. و لا يمكن أن تلونهم أرض بلونها أو لغة يتحدثون بها ..

قال تعالى : ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَ كُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ .

كان لي حوار معه حول هذا الموضوع .. و كان حاسما لا يساوم .. جريئا لا يتردد .. عقائديا لا يتراجع .. و عندما استمع إلى رأينا أقره و انشرح صدره له .

و تحدث عن الأستاذ مصطفى مشهور  فقال :

و عندما تسلم الأستاذ مصطفى مشهور منصب المرشد العام ، تابع المخطط الذي رسمته الجماعة ، وعمل بجد و اجتهاد لتنفيذه ، و قد لجأ إلى التحالفات السياسية مع بعض الأحزاب و خاضت الجماعة الانتخابات البرلمانية و النقابية ، و حققت نجاحات كبيرة .

و لقد غدت الجماعة في عهده المعارضة الأولى في البرلمان المصري ، و حققت صموداً عجيباً ، بل وحققت معجزة الانتصار على محاولات الإفناء و التغييب ، ولم تكتف الحركة بالمحافظة على بقائها في ظروف صعبة تمثلت في عداء نشط من قبل الأجهزة الأمنية والدولة ، و من المناخ العالمي ، بل تفوقت كذلك على كل منافسيها ، بحيث أصبحت الحركة السياسية الأولى في البلاد .

و الذي يطالع الرسالة التي بعث بها الأستاذ مصطفى مشهور إلى الرئيس الأمريكي بوش الابن ، بعيد انتخابه ، يعرف أي رجل كان هذا الشيخ .

لقد اتسم عهده بالعقلانية المفرطة في ابتعاده عن أي صدام مع الدولة ، مهما بلغت تجاوزات الحكومة و الأجهزة الأمنية ، كان دائماً يرفض الاستدراج إلى المواجهة الشاملة ، و عده بعض المفكرين السياسيين ، أفضل عهود الحركة ، فلم يعد الإخوان حركة هامشية على الساحة السياسية .

إنه سياسي محنك ، و داعية حكيم يضبط نفسه و نفوس إخوانه ، مع أنه كان في خط المواجهة الأول، منافحاً عن مبادئه و جماعته باليد و القلم و اللسان .

 

و تحدث عن ياسر عرفات  فقال :

استمر الإسلاميون يقاومون فتح .. ويتهمونها .. و يحاربون أشخاصها .. و في أشد الظروف التي عاشها عرفات محاصرا في مكتبه في رام الله .. و حتى و هو يتعرض لحقنة السم اليهودية تسري في جسده .. فمازالوا يحاربونه .

يوم كتبت كتابي فلسطين و المؤامرة الكبرى .. كتبت فيه فصلا عن فرسان فتح .. فلم يقبل الإسلاميون مني ذلك ، و قاطعوا الكتاب .

 

 ويوم وافق ياسر عرفات و على مسؤوليته إعطاء الإخوان ثلاثة قواعد في غور الأردن تحت يافطة فتح ، ينطلقون منها لمواجهة العدو .. وقف الإسلاميون الفلسطينيون منّا نحن الذين تحمسنا لهذا المشروع موقفا شديداً ، حتى التحية لم يكونوا يجودون بها علينا .

لم أكن من هذا الصنف .. بل كنت أقابل عرفات .. و أحاوره في بعض الأمور الخاصة بفلسطين .. ففلسطين في نظري هي أخطر قضية في تاريخ المسلمين . هي عهد عمر.. وعظمة صلاح الدين .. واستعداد عبد الحميد أن يتنازل عن حكمه .. و لا يتنازل عن فلسطين .. أنا من هذا الفريق الذي شمخت بأنفي زهوا يوم انطلقت العاصفة .. و ترحمت كثيرا على البطل يوم استشهد بالسم اليهودي .. و يومها قال الجميع : أين أنت يا عرفات ؟ و كما قبّل عرفات رأس الشيخ أحمد ياسين يوم خرج من السجن .. فإني أطالب الأحياء المجاهدين .. أن يعيدوا النظر في موقفهم من عرفات ( رحمه الله ) .

طفل من القرية

 

 

هي قصة حياتي..

أرويها كما حدثت.. وأقدمها إلى القراء في بلادي القريبة والبعيدة.. بعضهم سيجد فيها قصة مسلية مثل حكايات السندباد وابن بطوطة.. وبعضهم سيجد فيها طرفاً من أخبار المسلمين في الأقطار التي زرتها وكان لي فيها بعض النشاط في العمل الدعوي والطلابي.. وسيجد فيها البعض تحليلات سياسية لأحداث هامة جرت في بلادي تختلف فيها الرؤى وتكثر حولها التحليلات أردت أن أدلي فيها بدلوي، لعل في ذلك فائدة.

كنت أعتب على الدعاة والسياسيين لِمَ لا يستريحوا في أواخر أيامهم من عناء الحركة، ويتفرغوا لكتابة مذكراتهم كما يفعل الرؤساء في كثير من البلدان الغربية.. وحتى لا أقع فيما وقع فيه غيري.. قررت الكتابة في وقت مبكر.

قسمت هذه المذكرات إلى أجزاء.. بعض هذه الأجزاء تناولت فيها قصتي في قطر مكثت فيه سنين طويلة من عمري مثل سوريا ولبنان.. وتركيا.. والكويت.. بينما تناولت في الأجزاء الأخرى خواطري عن تلك البلدان التي مررت بها.. أو زرتها لأيام قليلة وكان لي فيها أثر قل أو كثر..

ربما غلبت السياسة على نكهة هذه الذكريات.. وماذا أفعل وقد عشنا في الزمن الصعب.. بلادنا محتلة تصارع المحتلين.. وأحزابنا لا تجيد إلا لعبة التسلق، حتى إذا وصلت إلى الكرسي.. تشبثت بموقعها إلى آخر العمر.. واستنجدت بالأبناء ليواصلوا تاريخ أسرة الزعيم الأوحد..؟

كنت أقول باستمرار إن هذه الأوضاع حرمتنا كأطفال أن نلهو ونلعب مع الأطفال.. وحرمتنا كشباب أن نستمتع بمعطيات وأهازيج الشباب.. لم تترك لنا فرصة لنفكر في الجمال المبثوث في كل زاوية من زوايا الحياة.. في الهواء وأنت تركب متنه.. وفي الماء وأنت تعبر محيطاته.. وفي الشجرة وهي تعطي وتبهج.. وفي السحر الحلال وأنت تسكن إليه فيورق ويزهر ويثمر..

اليوم وأنا أقف على قمة الستين أسائل نفسي: هل كنت سأختار هذه الرحلة بهذا الأسلوب لو كان لي الخيار..؟

·         هل كنت سأعطي لنفسي مزيداً من الوقت استمتع فيه بالقراءة والكتابة والسياحة.. وأخفف عن نفسي هذا القدر الكبير من المعاناة.. وعن زوجتي طول مكثها على النافذة تنتظرني هل أعود أو لا أعود.. وعن أولادي الذين أرهقهم كثرة غيابي ووعورة دربي..؟

·        هل كنت سأفعل كما فعل الشاعر الأموي جرير الذي انتبه متأخراً لنفسه.. فوجد أنه قضى عمره في هجاء الشعراء وتأييد الخلفاء.. فلما فقد زوجه استعبر وكتب في رثائها أجمل رثاء وأعظم نسيب.. ولسان حاله يقول: لقد فات الأوان ولولا نفاذ رصيد العمر لنسبت نسيباً أبكي العجوز على شبابها..

·        هل كنت سأستنطق الحياة وأقرأ المزيد في كتابها؟

وكتابٌ كنت أقرأ فيه        صوراً ما قرأتها في كتابي..

وأردد مع (إيليا أبو ماضي) بعض أبياته وهو يعزف لحن الجمال:

أيهـا الشاكي ومـا بـك داءٌ  كيــف تغدو إذا غدوت عليلاً

أترى الشوك في الورد وتعمى        أن تـرى فوق النـدى إكليـلاً

والذي نفسـه بغيـر جمـال   لا يرى في الوجود شيئاً جميلاً

 

 

  ·        هل تظنني قادراً أن أختار..؟

وهل تعرفني ممن يؤثرون الراحة والدعة..؟

أستبعد ذلك.. فقد طبقت حرفياً ما حفظته من قول أبي تمام..

بصرت بالراحة الكبرى فلم ترها                 تنال إلا على جسر من التعب

هذه هي أوراق المسافر..

الورقة الأولى بين أوراق كثيرة..

تحدثت فيه عن سوريا.. البلد الذي عشت فيه طفولتي.. وباكورة أيامي.. تعرفت فيه على أعز الأصدقاء.. والتزمت فيه بالفكر الإسلامي.. في بلد يعج بالأفكار وينوء كاهله بأحزاب بعيدة كل البعد عن مصالح بلدي أو عقيدة شعبي..

وألحقت بهذا الجزء.. ذكرياتي عن لبنان.. البلد الذي ولدت فيه.. واستمتعت بأجوائه الجميلة.. وما زلت أحنّ إليه.. فكل ممنوع مرغوب!

وستتلو هذه الورقة أوراق أخرى.. تتحدث كل منها عن بلد من البلدان.. وهكذا مضت رحلة العمر مع أوراق الذكريات.